16 عشر شهراً قضاها تركي آل الشيخ رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية، أفسد خلالها
كل ما طالته يديه التي أطلقها محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لتعبث
وتفسد المشهد الرياضي في السعودية والمنطقة العربية..
اليوم
أعفى محمد بن سلمان، ذراعه اليسرى "تركي وناسة" من رئاسة الهيئة ليس بالطبع لإخفاقه وفشله فهذا لا يهم ولي العهد، ولكن لتكليفه بمهمة جديدة بدأها سلفه، وهي رئاسة الهيئة العامة للترفيه "سيئة السمعة" والتي أخرجت المملكة
خلال أشهر قليلة من وقارها وحشمتها إلى حفلات الرقص المختلط وعروض الأزياء
النسائية والتعري في الشوارع وغيرها من الأفعال الدخيلة على المجتمع
السعودي.. وكان النار تحتاج إلى مزيد من الزيت لكي تكتمل عملية استفزاز السعوديين المغلوبين على أمرهم.
وبالنظر
إلى سيرة وتاريخ تركي وناسة "ربيب صالات الرقص والطرب" فنجد أن الأيام
المقبلة ستكون حبلى بالمزيد من الهزات العنيفة والكارثية في المجتمع السعودي، فالرجل يمتلك خبرة واسعة في تسويق الفن الهابط وحفلات الرقص
والاختلاط وغيرها، وتحت يده ميزانية ضخمة يضعها محمد بن سلمان تحت يده يصرف
منها كيف يشاء دون رقيب أو حسيب.
شهدت
الساحة الرياضية السعودية والعربية في عهد تركي وناسة، العديد من الأزمات الطاحنة والتي أدخلت المملكة في عداء مع معظم الشعوب العربية، وتسبب في زيادة رصيد النظام السعودي من الكره والغضب في قلوبهم.. فمن قطر إلى الكويت
والمغرب مروراً بالبحرين ومصر، لم يسلم أحد من لسان تركي آل الشيخ السليط
ونقوده القذرة وبطولاته الوهمية التي نسبها لنفسه دون وجه حق.
** حصار قطر رياضياً
حاول
تركي وناسة بكل ما أوتي من قوة أن يحشد بعض الأقلام الماجورة والنفوس الضعيفة لشن حملات عربياص ودولياً ضد استضافة قطر لمونديال 2022، كما حاول
أكثر من مرة التهجم على نجاح بي إن سبورت وحقوق البث التي اكتسبتها فضلاً
عن إقصاء مراسليها وميكرفوناتها من الملاعب السعودية، إلا أنه فشل أمام قوة
الموقف القطري وصلابته والنهج القانوني السليم الذي اتبعته قطر، فخضع وبهت
وأذعن أمام نجاحات قطر.
** أزمة في المغرب
اشتعل
غضب الجماهير المغربية، عقب تصويت السعودية لصالح الملف الأمريكي المشترك
لتنظيم مونديال 2026، بدلا من المغرب، وكان تركي آل الشيخ قد أعلن صراحة
أنه سيدعم الملف الأمريكي في سلسلة تغريدات هاجم فيها المغرب بحجة أنها فقدت البوصلة ولم تخضع وتطلب الدعم من السعودية الكبرى، على حد زعمه.
** بطولة وهمية في الكويت
حاول
"وناسة" القفز على جهود دولة قطر التي بذلتها لمساعد الشقيقة الكويت في رفع الإيقاف من قبل "الفيفا" عن الرياضة الكويتية، وحاول نسب الفضل إلى السعودية، لكن الرد جاء سريعاً من قبل مسؤولين ورياضيين كويتيين، حيث
أشادوا بدور الدوحة التي وظفت علاقاتها الممتميزة بالأوساط الرياضية
العالمية واستطاعت سد الفجوة بين السلطات الكويتية والاتحاد الدولي للعبة.
كما وصل
وفد رياضي كويتي رفيع المستوى إلى الدوحة، من أجل تقديم الشكر والعرفان إلى المسؤولين القطريين لدورهم البارز في رفع الإيقاف الدولي عن الكرة
الكويتية. واستنكر الشارع الرياضي الكويتي حينها تصريحات تركي آل الشيخ
التي هاجمت الزيارة، قائلين إن الفضل يعود لجهود قطر ودعمها المباشر، محذرين "وناسة" من القفز على الدور القطري.
** إساءة للبحرين
حتى
البحرين حليفة المملكة في حصار قطر، لم تسلم من إساءات تركي وناسة، فقد
أطلق أواخر أكتوبر 2017، تصريحاً مدوّياً على قناة "روتانا خليجية"، قال
فيه إن "أقزام آسيا" لن يضروا الرياضة السعودية.
و لم
يكشف آل الشيخ، صراحةً، عن هوية هؤلاء الأشخاص آنذاك؛ لكن تطرُّقه إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ودعم بلاده المرشحين "من الدول الشقيقة"،
يُشيران بوضوح إلى أن البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الذي يتزعم
الاتحاد القاري، على رأس قائمة "أقزام آسيا"، بحسب ما كشفته تحليلات وسائل إعلام رياضية سعودية كقناة "24 الرياضية".
أطلق محمد بن سلمان يد تركي آل الشيخ للتوسع رياضياً خارج نطاق المملكة، والدخول
من باب الرياضة إلى قلوب الجماهير العربية ومن ثم تسويق ولي العهد كرجل
رياضي لدى المستويات الشعبية، ولم يكن هناك مكان أفضل من مصر صاحبة التعداد
السكاني الضخم، وإحدى أكبر الدول العربية المستهلكة للترفيه الرياضي.
ولكن
بعد شهور من دخول تركي آل الشيخ بأمواله في السوق الرياضي المصري، حتى دبت الفتنة بين جماهير الفرق المصرية، بسبب دعمه لبعضها في مواجهة الأخرى، فضلاً عن شراءه فريق "بيراميدز" لكرة القدم، وجلب لاعبين محليين وأجانب
مبلايين الدولارات، الأمر الذي أفسد سوق انتقالات اللاعبين في مصر وأخل
بموازين أشعار اللاعبين هناك.
الجماهير
المصرية فطنت لتدخلات تركي آل الشيخ في الشأن الرياضي، وهاجمته في أكثر من مناسبة، وشنت حملات ضارية ضده، وطالبته برفع يده عن مصر ورياضتها، فاضطر الرجل للمراوغة وإعلان سحب استثماراتته من مصر، لكن ظل لاعباً رئيسياً خلف
الستار، واستمر في بث الفتنة "الممولة" في أوصال الكرة المصرية.